الثمرة المعجزة

قال العهد القديم كلمته : "وفي اليوم السابع إستراح الرّب".
لكن، لم يشأ الله الإطمئنان أو الإسترخاء إلّا بعد أن خلق آدم ومن ضلعه حواء، وجعلهما أسمى الكائنات معلناً انطلاق دائرة الحياة المتجدّدة.
ومذّاك الحين، غزا الإنسان الأرض وهيمن على باقي الكائنات وانتشر في الأقاصي، تمدّن واستقرّ في مجتمعات تلاقت تارة وتصارعت طوراً، حتّى تخطّى عدد ساكني الكرة الأرضيّة السبعة مليارات ناطق وهو بازدياد متسارع.
إنّما المعجزة الحقيقيّة لا تكمن في أيّام الخلق أو الأرقام الهائلة، بل في كلّ فرد من هؤلاء. إذ منذ اللّحظة الأولى للتكوين، تتسابق  النطفات لاهفة إلى اختراق مبيض يستقبل محظوظها إستقبال الأبطال، ليرافقها في إخصاب خلايا تتراقص متكاثرة على أنغام سامية تنفح هبة إلهيّة، حتّى تتجلّى في اللّحظات الأولى للولادة أعجوبة الخالق، ثمرة فريدة في شكلها ومضمونها.
فريدة، في كلّ ثانية من عمر الحياة، منذ النبض الأوّل حيث تتحدّد لكلّ فرد بصمته الخاصة التي لا يتشاركها وأحد، يتحرّك ويفكّر ويشعر عن نفسه لا عن غيره.  هذه وغيرها من المميّزات تأتي متلاصقة متكاملة معه ككيان مستقلّ، مضيف وحاضن لها .
في العام، نتشارك الأرطال ونختلف في الكثير، نلتقي في ثنائيّات، ننضوي في جماعات، نحيا في بيئات، نكوّن مجتمعات، نبتكر ثقافات، نتحصّن في دول، إلّا أنّ ما ننطلق منه لتحقيقها هو إرادة فرد، له من روحيّته ووجدانه وعاطفته وفكره ما استحال على أيّ فرد آخر، تولد معه وحده، تنمو بظروفه وتحيا لصيقة به حتّى زوالها بمماته.
وهو ما يشكّل بحدّ ذاته معجزة الفرادة، واحدة من عشرات مليارات المعجزات السالفة والمتتابعة والمتكرّرة، على مدى الساعات والسنين والعصور منذ الإنسان الأوّل، وعلى مدار كرويّ لخطوط العرض والطول الجغرافيّة.
أمّا الحبيبة وأنا، وفي عبوديّتنا لاستمراريّة الواقع، وخضوعنا لمشيئة السّماء والأرض، واندماجنا في ثبوت اتّزان الزّمان، تضرّعنا العليّ لعطيّة تزيّن القلب وتملأ البيت وتضفي بفرادتها ألوان الربيع على حياتنا الزوجيّة، ثمرة حبّ لها بصمتها وغلافها ولبّها، حتّى أبصرت طفلتنا النّور بلمسة ربّانيّة لتبدأ خطواتها الأولى في جَبْلِ ذاتها الخاصّة برعايتنا، وعيش أيّامها وتكوين ميزاتها كفرد، لها ما يناسبها من رقّة وحنان، حنكة وذكاء، حريّة وطاعة، طيبة وعاطفة، ذوق ورقيّ، رصانة وشجاعة، إيمان وتقوى، أخلاق وتهذيب، والكثير الكثير من الصفات التي تخطو وإيّاها وفق خيارها وطموحها.
هبتنا هذه، هي النّعمة التي انتظرتها وشريكتي الأبديّة بفارغ الصبر لنهلّل والقلب مغتبط : "ها هي ثمرتنا، معجزتنا، عهدنا الجديد."
المديريّة العّامّة لأمن الدّولة
باتريك إيليّا أبي خليل
Share with us any information that proves to be useful for the protection of the country and citizens by clicking on Contact us. We preserve your right to keep your name anonymous, and even if you disclose it, it will remain confidential.
Please do not hesitate to report any information, howsoever minor or insignificant to you, because any piece of information might be of use.

+(961) 1 822610

info@state-security.gov.lb